في أحد الأيام، كنت في طريقي إلى مقابلة عمل في شركة سمعت عنها الكثير. الوظيفة بدت مناسبة تمامًا لي، والراتب المعروض كان معقولًا بما يكفي لتغطية مصاريفي واحتياجاتي. المشكلة الوحيدة كانت أنني أعيش في منطقة بعيدة جدًا عن مقر الشركة، ما جعل رحلتي طويلة وشاقة. ولأن المواصلات في منطقتي غير منتظمة، كنت مستعجلًا لإتمام المقابلة سريعًا حتى لا أفوّت الباص الأخير.
لكن، بعد دقائق قليلة، بدأت أفكر: لماذا وافقت بهذه السرعة؟ هل بدا الأمر وكأنني ضعيف أو خائف؟ فجأة طرح صاحب العمل سؤالًا مربكًا: "هل لديك أي مشاكل في التأشيرة أو الإقامة؟" فأجبته بثقة: "لا، الأمر ليس كذلك. السبب الوحيد هو حاجتي للعمل."
بدلاً من تقديره لوضعي، قرر أن يستغل حاجتي أكثر واقترح تخفيض الراتب مجددًا. عند هذه النقطة، شعرت بكرامتي تهتز. رغم حاجتي للعمل، أدركت أن قبولي لهذا العرض يعني أنني أتنازل عن احترامي لذاتي. نظرت إليه بثبات وقلت: "لا، لن أقبل بهذا العرض. شكرًا على وقتك." ثم وقفت وانصرفت.